مشروع الوحدة و التعامل الصحيح / الدکتور مهدی الجبوری

تاسيس الحركة يتضمن عملية الحوار و اتصالات واسعة في مختلف المستويات و مع جميع الشرائح السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في المجتمع . انها عملية حوار كبيرة تستغرق وقتا” ليس قصيرا”و تتطلب وجود عناصر ناشطة تتولی عملية الحوار و ذات قدرات و مؤهلات . فعملية الحوار هذه تکون علی العدید من المستویات ، فهناک المستوی […]

تاسيس الحركة يتضمن عملية الحوار و اتصالات واسعة في مختلف المستويات و مع جميع الشرائح السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في المجتمع . انها عملية حوار كبيرة تستغرق وقتا” ليس قصيرا”و تتطلب وجود عناصر ناشطة تتولی عملية الحوار و ذات قدرات و مؤهلات . فعملية الحوار هذه تکون علی العدید من المستویات ، فهناک المستوی السیاسی مع التیارات السیاسیة ثم علی مستوی المنظمات الشعبية و علی مستوی المنظمات الاقتصادية و المهنية والاجتماعية . انها عملية تبدأ في حلقة ثم تتوسع الی حلقات اوسع .

و تحتاج الی عدد لیس قلیلا”من المحاورین الذین یتحملون هذا العب ء . و مهما يكون الوقت الذی تستغرقة و الجهود التي تتطلبها فعي خط البداية و المهمة الاولی التي يتطلبها بناء الحركة . و لا يخفي انها لابد ان تكون متدرجة و تستغرق وقتا”و تبقی دائما”في نمو مستمر. والی جانب القطاع المنظم في مجتمعنا الاهوازي هناك الواسع من جمهورنا الذین غالبا”ما تجاوزتهم السياسة و غابوا عن الاهتمام ، اذ جرت العادة ان يتجه الاهتمام الی فئات التيار و هي الاقلية و اغفال الاكثرية الواسعة من المواطنين العاديين . لقد تعاملت السياسة الاهوازية سواء من قبل الحركات او من قبل الانظمة الحاكمة علی اعتبار الجمهور کلا”غير ذی بال یعبأ وقت الحاجة لكسب تاييده العاطفي و التصويتي ، و لكن لا يتناوله الحوار و المشاركة و الاهتمام و لا يعتبر طرفا”في العمل السياسي . ان هذا الجمهور الواسع الذي يكون الاكثرية الكبری فی المجتمع العربي الاهوازی يجب ان تحدث بداية محكمة للتوجه اليه والاتصال به و التفاعل معه مهما كانت المهمه صعبة و طويلا”الأمد و تواجهها العقبات. فالشعب بمفهومه الواقعي الملموس هو الاساس و مصدر القوة و صاحب القرار ، وفيه تكمن القوة الحقيقية للتغيير و التقدم وتحقيق مشروع الوحدة . ان عملية اختزاله و ادعاء تمثيلة و التكلم نيابة عنه و الانفصال العملي عنه هو نقطة الضعف التي أدت الی الاعاقة التي واجهها مشروع الوحدة ، و ذلک بوضعها بيد الانظمة الحاكمة بدلا” من سلطة الشعب.فالاقلية التي تتالف منها التيارات السياسية لم تستطع ان تواجه القوة الكبيرة التي بيد الانظمة الحاكمة التي عرقلت خطوات الوحدة في مختلف المراحل.

ولعل من اهم الاخطاء التفكير السياسي هو انه لا يملك تصورا”واضحا”للقوة الهائلة التي تكمن في جماهير الشعب فقد اعتاد ذلک التفکیر علی اعتبار الشعب کما”متخلفا”ضعيفا”فاقد للارادة و مشوشا”و مكبلا”بعوامل الفقر والجهل و المرض ما جعله في اغلب الاحيان صامتا معزولا”الحيوية و الابداع و القدرة والكفاءة ما يجعله العامل الحاسم في التطور و صانعا”للنهضة . فالتاريخ يعرف حالات لنهوض الشعب اعادت تنظيم المجتمع من جديد و حققت تحولات جوهرية في الحياة العامة امتد أثرها لاجيال اعقبت ذلک .

مهدي جبوري