أزمتنا تشتت الانتماء / الدکتور مهدی الجبوری

ليس ما نقدمه اليوم برنامجا” يضاعف الی برامج اخری مبذولة في ساحة الفكر الراهنة ، بل نهدف الی الخروج من مسرح الجدل الذي يحتدم فيه الصراع بين المواقف النظرية التي تحولت الی أدوار يتقمصها المفكرون ما تزال تكرر اقوالها دون ان تصنع حبكة تفضي الی حل فی نهایة الامر. فالهدف اذن انزال المناقشة من سماء […]

ليس ما نقدمه اليوم برنامجا” يضاعف الی برامج اخری مبذولة في ساحة الفكر الراهنة ، بل نهدف الی الخروج من مسرح الجدل الذي يحتدم فيه الصراع بين المواقف النظرية التي تحولت الی أدوار يتقمصها المفكرون ما تزال تكرر اقوالها دون ان تصنع حبكة تفضي الی حل فی نهایة الامر. فالهدف اذن انزال المناقشة من سماء التجريد والتراشق بالالفاظ الی حیث یمکن ان تجد مهبطا” امنا”علی ارض الممارسة الاجتماعية السياسية . ولا يتحقق ذلک الا بالمنهج ، ولیس بالهدف ، فالهدف معلوم ، ولا یکفی لبلوغه ان نأخذ فی تردیده و کانه نوع من تلاوة الاذکار و الاوراد .و یهم ان نؤکد اهمية القيم و المبادئ و المثل العليا و كان هذا التوکید هو الحل ، و ذلک لأن الهدف و مجموعة القيم المقترنة به هو المشكلة نفسها ، اي هو السؤال نفسه الذی یلح فی طب الجواب او الحل . فالقول مثلا”بأن حل مشكلاتنا لا يكون الا بالعودة الي القيم ، كما قد يتراءي لنا اول وهلة ، لان المشكلة و المطلب هو البحث عن المعوقات التي حالت دون ممارسة تلك القيم . فهذه القیم لیست اکتشافا”جدیدا” علینا ان نقنع به الناس ، فهذا یشبه مع الفارق البعید فی القیاس ، القول بالعودة الی الاخلاق التي تحضن علی التضامن و التراحم …الخ . فلا خلاف حول جدارة الاهداف التي نتطلع الی تحقیقها بما یقترن بها من قیم ، انما یبرز الخلاف عند تفسير الاوضاع التي تدفع الناس بعيدا”عن تحقيق هذه الاهداف.اما المنهج، فی هذا الصدد ، فهو طریقة وضع المشكلة و تفسيرها ، ثم اقتراح حلولها . فهو يعاون علی الاقل فی طرح المشکلة(لم الشمل) بحيث يحطم الحلقة المفرغة التي يدور فيها الجدل الناشب ، مما يؤذن باقتراح حل لها، علی الوجه الذي لا نتعامل فيه مع المشكلة متحصنين بمعسكراتنا المتعادية . فأية أقوال يصرح بها لا تضيف جديدا” الی علاج المشکلة بقدر ما تضيف فارسا”جديدا” الی احد المعسکرات الکلامیة القائمة الانتخابية. مهدي جبوري