الاصلاحات بین الموقف الایجابي و السلبي / الدکتور مهدی الجبوری

الحقيقة الكاملة ليست حكرا”علی احد و لا احد یملک الکلمة النهائية في كل شيء. ان فرضية الصواب الدائم في موقفي و الضلال الدائم في موقف الاخرين هي اساس الاستبداد و نظرية الحكم اللاديمقراطي. اذن الوطنیة ليست هي المعارضة الدائمة بل هي خدمة الصالح العام بغض النظر عن الاشخاص و من يتولی الکراسی. فالصراع یجب ان […]

الحقيقة الكاملة ليست حكرا”علی احد و لا احد یملک الکلمة النهائية في كل شيء. ان فرضية الصواب الدائم في موقفي و الضلال الدائم في موقف الاخرين هي اساس الاستبداد و نظرية الحكم اللاديمقراطي. اذن الوطنیة ليست هي المعارضة الدائمة بل هي خدمة الصالح العام بغض النظر عن الاشخاص و من يتولی الکراسی. فالصراع یجب ان یکون من اجل خدمة المصلحة العامة و ليس من اجل الوصول الی الکرسی فقط. فالشعب فوق الجمیع و قبل کل مصلحة .

الحياة السياسية لا تستقيم و لا تتسق الا بمقدار الاقتراب من هذه القیم و تطبیق هذه المفاهیم. و الموقف الایجابي هذا یجب ان یسود جمیع نواحی حیاتنا السیاسیة و الاقتصادية و الثقافية .الموقف من الاخرين في ساحة العمل السياسي يجب ان يحدد علی اساس تقییم ما یقوم به التیار الممثل وليس علی اساس نوعیة علاقتنا به. و الحوادث السياسية التي مرت يجب ان ينظر اليها علی الاساس الموضوعي نفسه بمعزل عن دورنا فيها و موقف الاخرين منا . و علی سبیل المثال ، لیس کل ما قامت به الانظمه السابقه كان شرا”، وليست كل اللمواقف التي اتخذتها کانت علی ضلال بالضرورة ، فقد يكون لذلک التیتر صفات ایجابیة يجب الاعتراف بها كما قد يكون له صفات سلبية يجب التاشير عليها. و تتضح مضار الموقف السلبي في موضوع تقييم الاشخاص ، فالفرد الكفي المخلص و المنتج لابناء شعبه يجب ان يقدر بغض النظر عن ميوله السياسية ، فيجب وضع حد لعادة مدمرة بدائية عرفتها حياتنا السياسية ، وهي ان يزيل الجديد كل الاشخاص الذین عملوا فی التیار السابق ، بغض النظر عن مؤهلاتهم .

ان روح الخدمة العامة و العمل و الكفاءة و الاخلاص للشعب يجب الا تستبدل بالكراهية و روح الانتقام و حرمان الشعب من الكفاءات و الخبرة والنزاهة و الاخلاص لصالح العام. ان صفة السلبية متفشية في حياتنا السياسية و الثقافية ، اذ حتی الموقف من حوادث التاریخ یتاثر بالاعتبار الخاص و المیول و الاهواء . كل ذلو یبعد حیاتنا العامة عن الموضوعية و يضعف قدرتنا علی الفهم الواقع فهما” صحیحا”، فنحن غالبل”ما نقيم الامور علی اساس ر غباتنا الخاصة و مواقفنا المسبقة ة ليس غلی اساس حقیقتها ، لذلک جاء تفسيرنا متعددا”متباينا”، و غالبا”ما يكون متناقضا”، في حين ان الحقيقة واحدة وليست متعددة . فبمقدار ماتكون نظرتنا محايدة و موضوعية و مجردة عن الهوی یکون اقترابنا من فهم الواقع ، و بذلک تکون حلولنا متقاربة ، في حين اننا الان لا نتقارب ما نراه من حلول و خطط لتحقيق التقدم .

مهدي جبوري