وداعا یا فارس الضاد

فیصل آشتاب ؛أخبار الموت وکورونا تتناقل بیننا کالمح البصرففی کل لحظه ودقیقه تحصد اﻷرواح وتقتل اﻷحلام. وبدأت هذه الجائحه تفتک بکل حبیب وخلیل. وأعتدنا على سماع هذه اﻷخبارطوال اﻷشهر المنصرمه وأخذنا الحیطه والحذرفی کل مرافق الحیاه لعلنا ننجو من هذا الوحش الکاسر.العالم بأسره تأهب لهذا الوباءالخطیرالذی قتل آﻵف البشر فی شتى بقاع اﻷرض.وکنا نقرأ أو […]

فیصل آشتاب ؛أخبار الموت وکورونا تتناقل بیننا کالمح البصرففی کل لحظه ودقیقه تحصد اﻷرواح وتقتل اﻷحلام. وبدأت هذه الجائحه تفتک بکل حبیب وخلیل. وأعتدنا على سماع هذه اﻷخبارطوال اﻷشهر المنصرمه وأخذنا الحیطه والحذرفی کل مرافق الحیاه لعلنا ننجو من هذا الوحش الکاسر.العالم بأسره تأهب لهذا الوباءالخطیرالذی قتل آﻵف البشر فی شتى بقاع اﻷرض.وکنا نقرأ أو نسمع بجثوم الوباء فی مطلع القرن ال۱۹ الذی أصاب بعض الممالیک وأزهق أرواح ملایین البشر.حیث فی تلک البرهه الزمنیه المنظمات الصحیه لم تستطع مجابهه هذه اﻷوبئه لعدم تطور اللقاحات المضاده.

ولکن بعد مرور حقب من الزمن وفی العقد الثانی من القرن ال۲۰ تفاءلنا خیرا أن العلم وصل ذروته العلمیه لیصبح الفیصل الحقیقی ﻹباده هذه اﻷمراض وعلى رأسها وایروس کورونا المستجد الذی ینحو نحو أحبتنا بدلیل ویفاجئنا بنبأ قاس أدمى قلوبنا وأبکى عیوننا إلا و هو رحیل اﻷستاذ اﻷدیب المغفور له الدکتور بهاء الدین الحزبئی هذا اﻷدیب الملتزم والمعلم النموذجی الذی أفنى جل عمره فی تربیه اﻷجیال وخدمه لغه اﻹسلام وهی اللغه العربیه الذی کان حارسا و مدافعا لها فی کل زمکان. رحل عنا وقلوبنا تقطر دما لهذا الفراق المفاجیء، الفراق الذی لم نعهده من إنسان نبیل یحمل خصال العلم واﻷدب والتواضع بکل ما تحمل الکلمه من معنى.

جاهد الدکتور بهاء الدین فی سبیل إرساء دعائم الفکر والمعرفه و وقف کالطود الشامخ أمام الجهل والتخلف والقبلیه،حتى ینیر درب المجد والعزه ﻷبناء مجتمعه الذی حمل جل متاعبهم على کاهله طیله هذه اﻷعوام المنصرمه.نعم ألیوم ففدنا صرحا رصینا وعلما شامخا من أعلام إیران اﻹسلامیه وأدیبا أهوازیا یشار إلیه بالبنان.کان الدکتور بهاء الدین أمه تتجلى فیها روح اﻹیثار والتسامح وهذه الخصال المحموده والنبیله لم تجدها إلا فی البیوت العامره بالعلم واﻷدب.وحین غمرنا الحزن ذهبنا ﻹداء واجب العزاء وکان الوالد اﻷستاذ محمد حسن یشیر إلى محطات حیاته الخالده وکان یردد “أن بهاء الدین کان أمه” هل کان محقا فی قوله؟ وهل هذه الخصال نجدها فی شخص الدکتور؟نعم هذه الخصال والمواقف المشرفه رأیناه فی أم أعیننا فی شخصیه الدکتور بهاء الدین.

وکنا دائما نستعین به فی المسالک الصعاب فی المعرفه وعلم اللغه التی کان فیها خبیرا وضلیعا دون منازع. نعم لغه الضاد تنعی ولدها البار وتذرف القصید والقوافی شجنا لخطاباته التی مازالت تشنف أسماعنا ونحن کلنا آذان صاغیه لعذوبه الحانه الخالده.استخدامه للغه وبلاغتها کانت من روائعه اﻷدبیه التی تبدؤ کسمفونیه یتغنى معها المخاطب بکل شوق وشغف. أستاذی المبجل الدکتور بهاء الدین أخاطبک وقلبی یعتصر دما وأخاطبک وعینی تذرف ألما أخاطبک ولا أدری بأی لغه أنادیک.نعم تعجز المفردات عما فی داخلنا من ألم الفراق.أعاتبک لهذا الرحیل المفاجیء وهذا السفر الطویل التی إختارته یدالمنون لک. نعم ید المنون خطفت خیره أبناء شعبها خطفت عالما أدیبا معلما ملهما کشعله قدسیه تنیر درب أجیالها.أستاذی الخلوق الکل محزونون لرحیلک،الجامعات وصفوفها،المدارس وطلابها المدینه وشوارعها لبست علیک الحداد وأذرف کارون دموعه العصیه لفقدانک یا فارس الضاد. ستبقى ذکراک خالده ونهجک سرمدیا فی ذاکره اﻷجیال.

وفی آخر المقام نقول :لا مرد لقضاء الله وإنا لله وإنا إلیه راجعون،فلهذا المصاب الجلل نتقدم بأحر التعازی والمواساه للساحه العلمیه واﻵکادیمیه فی المحافظه ولاسیما قسم اللغه العربیه فی سلکی التعلیم العالی والتربیه والتعلیم.

وداعا أبا فؤاد….لجنان الخلد