لأزمات تولد من رحم الإقصاء

لیس هناک شخص مهم وآخر غیر مهم ، ولا مؤسسه مهمه وأخرى غیر مهمه ، فتکافؤ الفرص بین جمیع المواطنین والمواطنات مبدأ إلهی ودستوری وإنسانی مقدس ، بما یضمن لکل واحد فی المجتمع قیمته و مکانته وموقعه فی البناء الوطنی ، ودوره فی الحفاظ على الثوابت والقیم وصیانه مکاسب الثوره الإسلامیه ، وإسهامه فی تحقیق […]

لیس هناک شخص مهم وآخر غیر مهم ، ولا مؤسسه مهمه وأخرى غیر مهمه ، فتکافؤ الفرص بین جمیع المواطنین والمواطنات مبدأ إلهی ودستوری وإنسانی مقدس ، بما یضمن لکل واحد فی المجتمع قیمته و مکانته وموقعه فی البناء الوطنی ، ودوره فی الحفاظ على الثوابت والقیم وصیانه مکاسب الثوره الإسلامیه ، وإسهامه فی تحقیق أهداف التنمیه الوطنیه الشامله ، ولا یجب على الإطلاق تهمیش أو استصغار أی مبادره فردیه أو جماعیه فی هذا الإطار ، وخاصه فی خضم المراحل والتجاذبات الإستثنائیه التی تمر بها بلادنا الیوم ، محلیا واقلیمیا ودولیا ، ولیس مهما فی هذا الشأن ، أن یکون الشخص وزیرا أو عالما کبیرا ، أو تکون المؤسسه هی البرلمان أو الوزاره أو الجامعه ، ولیس مهما أیضا ، إن جاءت المبادره من مؤسسه حکومیه أو من حزب سیاسی أو من جمعیه ثقافیه أو من شخص طبیعی ، حتى وإن کان صاحبها ، نادلا بسیطا فی مقهى ، أو سائقا على حافله لنقل العمال ، أو حارسا لیلیا فی مصنع للإسمنت ، لأن نعمه العقل والتفکیر منحه ربانیه عامه ، لم یتمیز بها إنسان دون آخر ، فقد نجد حلا لأعقد مشکلاتنا الإجتماعیه ، لدى معلم بسیط للطور الابتدائی فی إحدى المدارس الریفیه ، کما نجده عند جمعیه محلیه صغیره فی إحدى البلدیات النائیه ، وقد لا نجده عند مؤسسه اجتماعیه أو سیاسیه کبرى ، أو عند مرکز للأبحاث والدراسات الاسترایجیه الشامله .

إفتحوا الأبواب لکل النوایا والمبادرات الخیره ، ولا تحتکروا الوطنیه وشرف الدفاع عن مصلحه الوطن ، تحت أی سبب من الأسباب ، فکل المصائب والأزمات فی الماضی والحاضر والمستقبل ، إنما تولد من رحم الإقصاء والتطرف والغرور ، و محاوله احتکار الحلول والتفرد فی اتخاذ القرارات ورسم السیاسات العامه والخاصه للبلاد ، لأن الوطن لم ولن یکون وطنا لقوم أو لفئه دون أخرى ، فقد حررها الجمیع بالأمس من دنس الملکیه البهلویه النظام الدیکتاتوری المتغطرس ، ویبنیها الجمیع الیوم .

سیاده الرئیس روحانی

إن الإقصاء فی أی مشهد کان قومی، عقدی، معرفی ، إجتماعی، سیاسی، ثقافی، إقتصادی، یُفضی حتما إلى حاله تسیطر علیها مجموعه من المفاهیم السلبیه کالجهل واللاأمن والفوضى والعنف، فقد شهدت الإ قصاء العرب فی محافظه خوزستان الغنیه و أهلها الفقراء و المحرومین من أقل الحقوق الأنسانیه و المواطنه على مدى حقبات متعاقبه لأکثر من ثلاثه عقود و بصوره خاصه بعد الحرب الثمانیه سنوات المفروضه و من أسس و نصب اول لبنه الإقصاء و ألهدف من هذا العمل اللانسانی زرع بذور الفتنه بین ابناء الوطن و مختلف قومیاته لضرب الثوره و عدم نجاحها لترسیخ أهدافها المدعو مدنی و مشربه السیاسی الامبریالی معروف و ما هو الا قائد القوات البحریه و محافظ خوزستان الاول بعد انتصار الثوره الإسلامیه محمد مدنی ولاتزال و لایزال هذا الأساس مستمر و بعض الأیادی الخفیه و المتنفذه تضیف البنه لبنات و تقویها و لأستحکامها تستعمل الإسمنت المسلح بالحدید و الفولاذ لترسیخ الفرقه و التفرقه بین الشعوب الأیرانیه بصوره عامه و فی سطح المحلی و حسب الادوات المتاحه لهم بصوره جدٱ مزعجه و غیر مریحه التی فی بعض الأحیان یتلقن للشاب العربی بأنه لایحمل البطاقه الخضراء (درجه الأولی) کمواطن ایرانی علیه واجبات و له حقوق یضمنها الدستور و تأدیتها من قبل حضرتکم الضامن لأجراء الدستور و القسم الشرعی قبل تولی الأمر ..

بسبب الإقصاء القومی و على أیادی شوفینیه ..و أستنادٱ للوقایع و مؤشراتها نقلب معٱ اوراق التاریخ للعصور الوسطیکم ا ساد التخلف والجهل والجور فی أوروبا نتیجه للإقصاء السیاسی والمعرفی والإجتماعی، دام قرونا من الزمن، ولولا حسن جوار الحضاره الإسلامیه فی الأندلس لدامت مده أطول، ولعل اخطر مظاهر الإقصاء إقصاء الرأی الآخر، إذ انه الرحم الذی تولد منه جمیع مظاهر الإقصاء الأخرى، ولایقل عنه خطوره إقصاء المعرفه والعلم إذ أن ذلک یُغلق جمیع المنافذ المؤدیه إلى الحقیقه وإلى القیم الإنسانیه السمحه، وللإقصاء السیاسی عواقب جد وخیمه تعود بالوبال على المجتمع فی جمیع مناحی الحیاه فإقصاء العرب فی محافظه خوزستان فی العقود الثلاثه بعد الحرب المفروضه أخرت المحافظه بکل ما تعنی الکلمه من معانی و کان لها تأثیر سلبی على کل البلاد وأرهقت العباد،

ناجی غزلاوی( ابوحسین التمیمی )

ناشط سیاسی و اجتماعی