ملاحظات نقدية لبعض الافكار / الدکتور مهدی الجبوری

 العمل الفكري جهد تبذله النخبة لتحديد مشاكل المجتمع و استنباط الحلول الملائمة لها. و العمل كله في نهاية المطاف و بمقدار ما يعتمد علی التنظير و الاستنتاج المنطقي لايعدو ان يكون تقديرا” يحتمل هذه الدرجة او تلك من الصواب مادام غير مستند الی العلم التجریبي اي استقراء نتائج التجربة العملية . و واضح ان التجربة […]

 العمل الفكري جهد تبذله النخبة لتحديد مشاكل المجتمع و استنباط الحلول الملائمة لها. و العمل كله في نهاية المطاف و بمقدار ما يعتمد علی التنظير و الاستنتاج المنطقي لايعدو ان يكون تقديرا” يحتمل هذه الدرجة او تلك من الصواب مادام غير مستند الی العلم التجریبي اي استقراء نتائج التجربة العملية . و واضح ان التجربة العملية في مجال العلوم الاجتماعية ليست سهلة ، لان الذي يجري التعامل معه هو الناس وليس الظواهر الطبيعية ، والانسان كائن معقد كما هو معروف ، و فهم النفس البشرية علم لا يزال في بداياته.

فاذا ما اتت الاحداث اللاحقة تدلل علی فشل ، او اعاقة للحلول التي تم استنباطها بالتنظير الاستنتاجي ظهرت الحاجة لبذل جهد فکري جديد لمحاولة الوصول الی نتائج اكثر قربا”من الحقيقة . فهل كان العمل الفكري العربي الاهوازي موفقا”في هذه المهمة ؟ان الذی یبدو هو النخبة المثقفة التي اضطلعت بهذه المهمة ، و ان كىنت قد ادركت الخلل في بعض الاستنتاجات ، الا انها مع ذلک لم تستطیع ، او لم تتح لها الفرصة الكافية لحد الان لتكوين اطار فكري جديد يستطيع تلافي الخلل السابق. اولا”ان اي عمل لا يزال يسلك المنهج القديم الدارج القائم علی استیعاب مبتسر حتی لعملیة الاستنتاح ، فهو كثيرا”ما يقفز الی استنتاجات کبیرة علی اساس معطیات ضعيفة لا تتحمل قواعدها البناء الذي وضع فوقها. و سبب ذلک هو عدن التفریق بین الحادثة و الظاهرة . فعندما تستخدم الحادثة او عدد قليل من الحوادث اساسا”لاستنتاجات كبيرة لا تأتي بنتائج صحيحة الا اذا کان الاساس ظاهرة و ليس حوادث ، و الفرق بين الظاهرة و الحادثة كبير.

مهدي جبوري